مفهوم الدولة يختلف من مفهوم إلى أخر ، ومفهوم الدولة في موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة : " هي تجمع سياسي يؤسس كيانا ذا اختصاص سيادي في نطاق إقليمي محدد ويمارس السلطة عبر منظومة من المؤسسات الدائمة ، و بالتالي فإن العناصر الأساسية لأي دولة هي الحكومة والشعب والإقليم، بالإضافة إلى السيادة و الاعتراف بهذه الدولة " . أ .هـ .
لكن البعض منا فهم مفهوم الدولة بالخطأ مثل أهالي الإقليم صومالي لاند ، والذين حاولوا ولا زالوا يحاولون تأسيس دولة قبلية داخل حدود دولة ، حيث لم يتوفر لهم شروط تكوين دولة ، وهي الشعب والأرض ثم السيادة ثم الاعتراف .
قصة بحث أهالي صومالي لاند الاعتراف وتكوين دولة تذكرني بقصة طريفة حدثت قبل فترة نشرت هذه القصة في أكثر من موقع إخباري ، ففي الموقع الإخباري بي بي سي عربي نشر خبر بعنوان : " أمريكي يعلن تأسيس "مملكة" بأفريقيا لكي تصبح ابنته أميرة " يقول الخبر : " ادعى رجل من الولايات المتحدة ملكيته لقطعة صغيرة من الأرض بقارة أفريقيا، لأن ابنته ترغب في أن تصبح اميرة ، وقال جيرمي هيتون إنه سافر من فيرجينيا بالولايات المتحدة مصطحبا علما، للإعلان عن تأسيس دولة مملكة شمال السودان وتقع هذه المنطقة بين مصر والسودان على مساحة 800 ميل مربع وهي صحراء قاحلة لا تنتمي لأية دولة " ، إلا أن يقول : " سأحاول الوصول للاتحاد الأفريقي لكسب التأييد في هذا الشأن " . أ . هـ
فكما نلاحظ أن تلك المملكة كانت وأهميه بحيث لا أصل لها , بل أن ذالك الرجل اغتصب أرضا وادعى أنها مملكته وان تلك الاراضي خالية ليس لديها راعي أو مالك وليست تحت دولة , والمؤسف أن هذا ينطبق على حال إخواننا " إقليم صومالي لأند " الذين يريدون أن يصبحوا دولة ، إلا أن الحقيقة المؤلمة أن حدود دولتهم بداخل جغرافية الصومال , واعترافهم بدولة يعني انشطار تلك الجغرافية ، وفقدان أجزاء منها ، وحدوث ذلك يعتبر مستحيلا ، ولا اعتقد حصوله .
أما أذا رجعنا للتاريخ فان إقليم صومالي لأند لم يكن دولة قط , بل كان مستعمرة بريطانية تهدف إلى محاربة الصومالين وبعد فترة تحررت من أيدي الأجانب وأصبحت جزء من الصومال .
وبعدما سقطت الدولة المركزية في عام 1990 ظهرت مجموعة قبلية متعصبة في تلك الاراضي , ثم قاموا بإعلان دولة والانفصال عن الصومال الأم لكن الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والجامعة العربية لم تعترف لدولتهم ، كون الأمر بعيدا عن العقل والمنطق . فمتى نرى جهود تلك الأيادي تتجه إلى وحدة الصومال بدلا من تشطيرها وتمزيقها ؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق