وكعادة الشباب خرجت مع أصحابي لنتمشى في السوق , وكنت دائما لا أكف النظر إلى الجمال ذلك الجمال الذي ينبع في كل لحظة , ذلك الجمال الذي يخطف نظرة كل الشاب ولا يستطيع حينها المقاومة .
فالجمال بالنسبة لي يتمثل في ذلك الكائن الرقيق الحساس العطوف الغريب العجيب ,الذي يصعب وصفة بكلمة واحدة أو عبارة واحدة .
في ذلك اليوم الذي كنت أتجول في شوارع الغيضة ، تلك المدينة الهادئة ، والمزدحمة بالناس في أيام الأعياد ، وقتها كنت برفقة صديقاي ، وأثناء تجوالي مرت فتاتين بصحبة طفل , وبدا أصحابي كل يدلي دلوه في التعليق ، ويذكرون محاسنهما ، في مشيهما ، في لباسهما ، في جسمهما وكل ما خطر على البال حينها .
في البداية كنت صامتا , حتى بدا ذلك المخدر يتخلل في جسمي ولم أعد استطيع أن أقاوم تعليقات صديقاي لأنهما اسمعاني كلاما عذبا ووصفا مثيرا , ولأني رجل ضعيف طاوعت نفسي كلامهما , فبدأت اصف جمال الفتاتين بكلمات شهوانية .
واستمريت في الوصف , واتيت بعبارات لا تخطر على بال مخلوق , وأنا في تلك الحالة قاطعني صوت صديقي الثاني قائلا للأول : يا فلان صاحبك يتغزل على أختي , شعرت حينها أن العالم توقف ، و أمواج من الخجل تجتاحني ، ولم اعرف ما قوله , حاولت أن اعتذر لكن لساني رفض مساعدتي . حاولت أن أغير الموضوع بأي طريقة حتى لا تحصل مشكلة , لكن لا جدوى من ذلك , بعدها خطرت لي فكرة اعتقدتها رائعة ، فكرت في الهروب ، وفعلا هربت ، وتركت أصحابي ، واتجهت إلى البيت ، ليس خوفا وإنما لأني لم أتخيل يوما أن أتغزل بأخت صديق على مسمع منه .
وأثناء هروبي اندهش صديقاي من ردد فعلي فركضا خلفي واعتقدت أنهما يريدان أن ينتقما مني ويؤذياني , وبعد عدد دقائق من الركض استسلمت للنتيجة , لاحظت من وجههما وحركاتهما علامات الغضب ، عندها قلت في نفسي انتهى كل شيء , انتهت أيام الصحبة ، فتوقفت ، عندها قال لي صديقي والذي تغزلت على أخته : - وش فيك يا حلو ، كنت امزح معك ، صحيح غلطت على أختي ، ولكن نحن اللي ساعدناك في حين تغزلنا على بنات الناس وتتبعنا أجسادهن ، وأنت تغزلت على أختي ولم تكن تعرف وقتها .
ومن وقتها أقسمت أن لا انظر لأي فتاة بنظرة الشيطانية , وان أغض الطرف كما دعانا الإسلام .
0 التعليقات:
إرسال تعليق