أكذوبة ملك الدارود .. وحلم المملكة

قبائل الدارود تعتبر إحدى اكبر القبائل ، وهذا يعود لعددها وانتشارها في أراضي كبيرة ومتنوعة من جغرافية الصومال ، فامتدادهم من الشمال الشرقي من الصومال حتى وسطه وأجزاء كبيرة من الصومال الغربي في إثيوبيا ، ومناطق في حوض نهر جوبا بجنوب الصومال حتى شمال شرقي كينيا وأيضا لهم تواجد كبير في سلطنة عمان .

 المعلوم للكل أن جد الدارود أنجب خمس أولاد هم : سدي ، تندي ، كبللح ، يوسف ، عيسى ، وكل ابنا كون قبيلة حتى باتت القبيلة الواحد لها المائة فخذ وربما أكثر .

 ومع كبر قبائل الدارود ، وتشتتهم ، وانتشارهم في أراضي كثير هالا أننا سمعنا في الاوانه الاخيره ظهور لقب " ملك الدارود " الذي يعتبر أكذوبة ، وتزييف للتاريخ ، وهنا سنستعرض أدلة دامغة لذلك .




   في التاريخ المعاصر :

في التاريخ المعاصر وبالتحديد قبل الاستعمار وقبل سقوط الدولة المركزية في عام 1990م لم يكن يُعرف لقب " ملك الدارود " ولم يُسمع ، وتعود الأسباب في النقاط التالية :

1- ان الدارود قبائل كثيرة وليست قبيلة واحده .

2-  كل قبيلة لديها أكثر من ممثل ، وهذا يؤكد بطلان ذلك اللقب الزائف ، فكيف يكون اللقب مستساغا وقديما ومتوارثا والقبيلة الواحدة تجد لها أكثر من شيخ .

 3- القبيلة الواحدة تحاول السيطرة على القبائل الأخرى ، فهناك صراع قبلي بينهم وهذا يصعب اختيار شخص ليمثل كل أفراد القبائل الأخرى .


4- لا ننسى التناحر والثارات التي جرت بين كافة قبائل الدارود قديما .




  التاريخ القديم :


أيضا لو رجعنا للتاريخ ، وتتبعنا السلاطين والسلطنات القبيليه القديمة نجد ان أكثر القبائل الداروديه كان لديها سلطنة ، وهنا نستعرض لكم تاريخ تلك السلطنات على شكل نقاط :

 1- كانت لقبائل مجيرتين سلطنة خاصة بهم تعرف ب ( سلطنة مجيرتينا ) حيث كان مقرها هبيو وبارغال .

2- أيضا كانت لقبيلة ورسنجلي سلطنة قبليه تسمى ( سلطنة ورسنجلي ) أو ( سلطنة أهالي ماخر ) .


3- سلطنة قبائل اوجادين ، وتلك سلطنة كان لها شيخ معين يترأس أمور القبيلة ويمثلهم أما باقي القبائل  , وهذه القبيلة العريقة خاضت الكثير من الحروب على الدولة الحبشية .

 4- أيضا لقبيلة ليلكسي سلطنة ، وهي كغيرها من القبائل الداروديه التي لها شيخ معين يترأس أمور القبيلة , تعتبر ليلكسي من القبائل الدينية المحافظة ، حتى لقبت بقبيلة الحرتا .

 5- قبيلة مريحان لم تكن أفضل حالا من بقية القبائل الداروديه ، حيث كان لها قادتها مثل القائد حرابو الذي كان أميرهم ، وقد كانوا كثيرا ما خاضوا حروبا مثل مساعدتهم للإمام أحمد جري في حربه ضد الأحباش .  

 نستنتج مما سبق أن لقب " ملك الدارود " لقب مستحدث وجديد في الساحة ، ولم يكن هناك رجل واحد جمع قبائل الدارود على يده . 



  أدلة أخرى تبين زيف اللقب :


كما قلنا سابقا ان ذلك اللقب مستحدث وليس فيه إجماع وان كان في الآونة الاخيره تم الترويج له ، وتم تنصيب زيفا وكذبا وبهتانا ملك من ملوك قبيلة مجيرتينا قيل انه ملك الدارود ، وبعجالة نستعرض أدلة أخرى :

 1- الكثير لا يفرغ بين " ملك سلطنة مجيرتينا " ولقب " ملك الدارود " فالأول صحيح كونه كانت في بعض الفترات التاريخية سلطنة تسمى " سلطنة مجيرتينا " وهذه السلطنة لم تحكم كافة قبائل الدارود .


2- نجد في كتب التاريخ أن مملكة مجيرتينا كان اسمها " سلطنة مجيرتينا " وهذا يؤكد إنها سلطنة قبليه ، تختص بقبيلة واحده ، مثلها مثل سلطنة ورسنجلي .

 3- انتشار الأخبار الزائفة والتي تقول انه تم تنصيب وتتويج الملك الرابع والثلاثون لقبائل الدارود ، علما أن والد هذا الملك المدعي لم يأخذ ذلك اللقب لأنه يعلم جيدا انه ليس رأس الدارود وكبيرهم  .


4- بعد الاستقلال من الاستعمار لم نسمع حفلات تتويج ولم نقرا عنها ، وان وجدت فهي كانت تختص بسلطنات قبليه ، حيث نرى في فترات متباعدة قبائل تتوج شيخها .

5- عدم حضور بعض القبائل الداروديه حفل تتويج الملك  فهذا يؤكد على رفضهم هذا الأمر .    

 كل هذه دلائل تؤكد انه لم يكن يوجد شيئا اسمه ملك الدارود قديما وهذا اللقب مستحدث , ويسعى إلى تحريف التاريخ وتغير الواقع .