الأحد، 15 مارس 2015
11:29 ص

الخرافات في التراث الصومالي .. المدجان



ما أكثر الخرافات والخزعبلات في تاريخنا وثقافتنا الصومالية ، فلا تكاد تجالس مجموعة من الصوماليين حتى يتطرقوا إلى أحداث ينسبونها لتاريخنا ، وعندما تحلله وتفك شفراته تكتشف انه ما انزل الله بها من سلطان ، لا تتعدى أن تكون خرافه تم تناقلها عبر الزمن ، حتى صارت من المسلمات والقوانين التي لا تقبل الانتقاد والطعن .

 وفي أول مقاله لسلسلة " خرافات وخزعبلات في التراث الصومالي " سنتحدث عن خرافة لا زالت تتداول في وقتنا ، والتي جلبت المعاناة والتهميش لقبائل كثيرة في الصومال .

هذه الخرافة تعود لقرون والتي تقول : كان هناك اخوين هما محمود ومحمد ، خرجا إلى الصحراء وعندما جاعا وقاربا إلى الموت وجدا جيفة لحيوان ميت ، فاتفقا أن يأكلا ما يسد جوعهما فقط ، فأكلا ، إلا أن احدهما بعد أن شبع لم تطاوعه نفسه أن يترك تلك الجيفة ، وإنما حمله معه ، عندها غضب أخاه ولم يعجبه فعلته ، فأصدر حكمه ان لا يزوج بناته لأبناء أخيه ، واعتبر فعلته فعلة إنسان ليس لديه الصفات الحميدة والرجولة والكرم .

 وأصابت جد ميدجان تلك اللعنة كما تقول الخرافة والاسطوره ، ونجا الاخ الاخر من تلك الأحداث ، ومن ذلك التاريخ حدثت المقاطعة ، والتي كانت لها عواقب وخيمة وكبيرة وظلم عظيم على ابناء تلك القبائل ، فرجالهم لا يمكن ان يتزاوجوا من القبائل الصومالية الأخرى ، فهم مهمشين أكثر ما هم مواطنين ، بل وأكثر من ذلك ، فاسمهم أصبح رمز للتعاير وللدونية .

المجتمع الصومالي بكافة اطيافة يهمش تلك القبيلة والسبب أخذهم لخرافة وأسطورة قديمه لا يعرف من خلقها وأوجدها في الحياة ، ومع مرور تلك السنوات ، ومع التطور في التكنولوجيا والعلم ومع اعتناقنا للدين الإسلامي الحنيف إلا ان تلك اللعنة والخرافة لا زالت جاثمة في الصدور ، فليس هناك من تجرأ ان يقول " كفى " . 









0 التعليقات:

إرسال تعليق