الخميس، 12 مارس 2015
10:17 ص

الأزمة الصومالية وثقافة القاء اللوم على الآخرين






قد تبدو لك في الوهلة الأولى أنها مجرد كلمة عابرة لكن سرعان ما ستنكشف تلك المعاني في بعض الجروبات الصومالية في المنتديات والمواقع الاجتماعية حيث أجد بعض أبناء بلدي يلقون اللوم على غيرهم، وينسبون المآسي التي يمرون بها من قحط و غربة وفقر وألم إلى غيرهم من الناس، ولسان حالهم لا يخلو من الاتهام.

وقال أحدهم : السبب الرئيسي لدمار دولة الصومال وتشتت شعبها يعود إلى بعض الحكومات العربية والدول الغربية.

والحقيقة المؤلمة أن الشعب الصومالي دمر نفسه ثم أتت السياسة الخارجية لتكمل الباقي، ومع ذلك لا تجد من يعترف بتلك الحقيقة إلا قلة، وكأنهم سيظلون على هذا المنوال ولن يأتي العلاج أو الحل إلا بعد الاعتراف بالحقيقة وإن كانت مؤلمة. أثناء كلامي ومحاولتي لشرح القضية وجدت فيهم عدم رضا في حديثي وتصريحاتي لهم، وقام البعض بشتمي ووصفي بالبلاهة والغباء والتخلف وعدم إدراك الأشياء على حقيقتها، لأني قلت: نحن السبب، نحن أخطائنا، نحن الملامون.

وقبل أيام قليلة كنت مع أحد الشيوخ، وظل هذا الشيخ يردد في حديثه العرب، فلا تمر دقيقة إلا ويذكر العرب، وكأنه يقول في كلامه إن العرب لم يقدموا شيئا ينفع أبناء الصومال في داخل وخارج بلادهم. عندها قام أحد الحاضرين وقال: أخي العزيز نحن دمرنا أنفسنا، نحن أخطأنا، فالإنسان إذا لم يحافظ على عتبة بيته فمن يحفظ له؟.

سكت الشيخ ولم يعرف ما يقول، عندها قال أحدهم: صحيح أن هناك فائدة وسياسة ممنهجة لتدمير بلادنا، لكن قبل كل شيء نحن من فتح الأبواب لهم، ظل الشيخ ساكتا حائرا لا يعرف ما يقول. نجد في المجتمع الصومالي من لديه هذا النوع من التفكير، يلقون اللوم على غيرهم، وأقول لهم: كفاكم بكاء، هذه نتيجة أخطائنا، فخير لنا أن نستفيد من الماضي، وأن لا نكرر عواقبه من أجل مستقبل مشرق لبلدنا وللأجيال القادمة. هل دمار الصومال كان فائدة لبعض الدول؟.

 العرب تقول: مصائب قوم عند قوم فوائد، ومن هذا المنطلق فهل يعني أن دمار الصومال كان فائدة لبعض الدول؟  .

 إن كنت ممن يؤمن بهذه المقولة، فما هي تلك الفوائد التي تحصلت عليها تلك الدول ؟.الأزمة الصومالية وثقافة القاء اللوم على الآخرين



0 التعليقات:

إرسال تعليق