الأربعاء، 27 مايو 2015
10:20 ص

قراءات تاريخية عن عهد سياد بري







بعد مقتل عبد الرشيد على شـارماركى فـى الخامس عشر من شهر أكتوبر 1969م، وتسـبب ذلك في الفوضى التي أدت إلى انقلاب سياد بري في السادس والعشرين من أكتوبر عـام 1969م، بمعنى آخر أجهضت التجربة الديمقراطية الأولى في الصومال بعد تسعة أعوام من الاستقلال .

واتسم عهد سياد بري في بدايتـه بمحـاولات لمعالجة بعض المشكلات التي تمثلت في الآتي:- 

1- الاتجاه نحو الاشتراكيه بغرض حـل قضـايا الفقر.

2- محاولة التحرر من القبلية التي أدت إلى الصراعات السياسية.  

3- محاولة اتباع سياسة مهادنة مع الجيران في كينيا وأثيوبيا.

 4- العمل على كتابة اللغة الصومالية، الأمر الذي فشلت فيه الحكومات السابقة.

 5- ابتداع برنامج لمحاربة الأمية في المدن.

6- إطلاق سراح بعض السجناء السياسيين.

لقد اصطدمت محاولات سياد بـري الاصـلاحية بعقبات تمثلت في الآتي:


أولاً:

تراجع عن مشروعه في محاربة القبلية، بل عمل على عكس ذلك بتكريسها، وذلك بالاسـتناد إلى قبيلته من المريحان والأوغادين والدلبهانتـه، فيما عرف بالـ MOD confederacy.



 ثانيـاً :

تراجع عن برنامج المهادنة مع الجيـران تحت ضغط المعارضة، التى تستند على الدستور في تحقيق إعادة الأراضي المفقودة، مما أدى إلى إشعال حرب الأوغادين عام 1977 مع أثيوبيـا، والتي تمخضت عنها آثار سالبة فـي الجوانـب الاقتصادية .


ثالثاً:

اصطدامه بالحركة الإسلامية، لأنـه أصـر على كتابة اللغة الصومالية بـالأحرف اللاتينيـة، خلافاً لاتجاه الحركة الإسلامية الداعيـة لكتابتهـا بالحروف العربية، إضافة إلـى إصـراره علـى تطبيق الاشتراكية العلمية وصياغة قوانين الأحوال الشخصية وقوانين الأسرة علـى غـرار الـنمط المدني الأوربي  مساوياً بين الرجل والمـرأة في الميراث.

رابعـاً:

موقف الولايات المتحدة الأمريكية ضـد سياد بري متذرعة باحترام قرار منظمة الوحـدة الأفريقية في عام 1963م القاضي بمراعاة قدسية الحدود واحترامها، وتـدخل الاتحـاد السـوفيتي عسكرياً بجانب أثيوبيا في قضية الأوغادين، ممـا أدى إلى هزيمة سياد بري. 

خامساً:

 فتح سياد بري الباب مشرعاً أمام الخبراء العسكريين من كوبا والاتحاد السوفيتي. 



سادساً: 

قام سياد بري بالهجوم العسـكري علـى الإقليم الشمالي لمواجهة المعارضة الشمالية ضده. 




كل هذه العوامل أدت إلى سقوط نظام سـياد بري وإنهيار الدولة، وايضا رفض سياد بري عقد مؤتمر صلح في عام 1990 للخروج من الأزمة واضطر للخروج من العاصـمة مقديشـو فـي السـادس والعشرين من 1991م جراء توحد قبائل الهويـة المعارضة بقيادة على مهدي ومحمد فارح عيديـد من عشائر الابقال والهبرقدر.


وشـكلت حكومـة وحدة وطنية برئاسة على مهدي في العام 1991م،ولكن فشلت كل الجهود التي بذلت من الأطـراف الأربعة التى عملت على إحتـواء النـزاع بـين الفصيلين، وتشكلت هذه الأطراف من مؤيدى سياد بري، والجبهة الوطنية، والجبهـة الديمقراطيـة، والمؤتمر الصومالي الموحد، بالإضافة إلى جهود العلماء والشيوخ، ومجموعـة المثقفـين وجهـود الفنانين والشعراء.

 ولكن لم تفلح كل هذه الجهـود في حل النزاع بين عيديد وعلي مهدي لان كل واحد منهما كان يريد لمنصب لنفسه ، وهذا التسبب الي فشل الحكومة انذاك .  






0 التعليقات:

إرسال تعليق