الثلاثاء، 19 مايو 2015
5:04 ص

قراءات تاريخية عن وحدة الصومال








نالت جمهورية الصومال استقلالها فـي 26 يونيو 1960م، تشكل ذلك الاستقلال من اتحاد المحمية البريطانية في الصومال الشمالي (المحمية البريطانية سـابقاً) والمسـتعمرة الإيطاليـة فـي الجنوب ،حيث دمجت أحزاب الجنوب والشـمال في مجلس وطني واحد .

مكون مـن 123 (ثلاثـة وعشرين ومائة) عضواً، ثلاثـة وثلاثـون مـن الشمال وتسعون من الجنوب ، تـرأس المجلـس الوطني أدن عبد االله عثمان من الجنوب  وهو من قبيلة الهوية ، كما انتخـب عبـد الرشـيد علـي شارماركي رئيساً للوزراء وهـو مـن قبيلـة الدارود، وقيادي بحزب الشباب الصومالي.

كونت وزارة ائتلافية من حزب الشباب الصومالي SYL في الجنوب، والحـزب القـومي الصومالي SNL في الشـمال بالإضـافة إلـى الحزب الصومالي المتحد، لقد وجدت النخبة فـي الشمال منذ الوهلة الأولى صعوبة في التعامل مع الجنـوب، وذلـك لوجـود ثقـافتين مختلفتـين الإنجليزية في الشمال والإيطالية فـي الجنـوب. 

وبسبب الهيمنة السياسية للجنوب على الشمال تغير ميزان القوى لصالح الجنـوب، وظهـرت لهـذا السبب منذ السنوات الأولى للاسـتقلال مشـاكل تمثلت في محاولة انقلابية فاشلة، إلا أنه في عـام 1963 م أذعن الشمال للعيش في كنف الجنوب على الرغم من استمرار الصراع بين أحزاب الشـمال بقيادة قبائل الاسحاق وقبائل الدارود في الجنوب. 


كما برزت خلافات داخل الحزب الواحـد: علـى سبيل المثال ما جـرى لحـزب وحـدة الشـباب الصومالي. وقد لازمت سـمة الانقسـامات ذات الطابع القبلي الساحة الصـومالية منـذ بـواكيرالاستقلال، مما أثر سلباً في بنـاء الدولـة .

وقـد تضمن الدستور الأول الذي تكونت على أساسـه الدولة الصومالية الموحدة، في المادة السادسة منه (1)، بنداً يدعو إلى وحـدة التـراب الصـومالي باسترجاع "الأقاليم المفقودة" التى تقاسمتها الـدول الاستعمارية بينها على النحو التـالي: الصـومال البريطاني، والصـومال الإيطـالي، والصـومال الفرنسي. وهناك مناطق أخرى مـن الصـومال ضمت بعضها لكينيا، وبعضها لإثيوبيا، بمقتضـى اتفاقيات بين هذين البلدين وبريطانيا.


هكذا دخلت جمهورية الصومال الوليدة، عقب استقلالها مباشرة فـي عـام 1960م ، وأصـبح شـعار "الصومال الكبرى" ، ممثلاً في العلم الصومالي ذي الخمسة أضلاع، مدعاة لصراع مستمر بـين الصومال ودول الجوار، مما أثر بصورة سـلبية على استقرار وأمن الدولة .











0 التعليقات:

إرسال تعليق