الأحد، 5 أبريل 2015
11:01 ص

الخرافات في التراث الصومالي .. دب شيد









ما أكثر الخرافات في تاريخنا وثقافتنا الصومالية ، فلا تكاد تجالس مجموعة من الصوماليين حتى يتطرقوا إلى أحداث ينسبونها لتاريخنا ، وفي ثاني  مقاله لسلسلة " خرافات في التراث الصومالي " سنتحدث عن خرافة دب شيد   وهي أسطورة  قديمه ودب شيد كلمة صومالية بمعنى  اشعل النار , عيد دبشيد من العادات القديمة التي تتسم بالقسوة والعنف وما فيها من أفراح وأحزان , وأسطورة عيد دب شيد محفوفة بالعجائب والغرائب في مدينة  أفجوي .


قديما قبل أن تصبح مدينة افجوي  من أشهر المدن الصومالية كانت قرية يسكنها  قبيلتان تسمى
( بربر وشيري ) , من عادات هؤلاء أن تمر عليهم الأيام الثلاثة من عيد دب شيد  أي في اليوم الثاني من شهر أغسطس في العصر واليوم الثالث في الصباح واليوم الرابع في الصباح أيضاً, فتقام فيها المحافل والمظاهرات وإضرام النار والرقص والغناء والطرب والتصادم والاشتباك .


ويبدأ هذا المهرجان بإضرام النار ثم ينقسم القوم إلى قسمين متخاصمين فيتضاربان ويتصادم الأول بالآخر، وتنتهي المعركة بين القبيلة ومنها الضاحك ومنه الباكي ومنها الغالب ومنها المغلوب , وبعد فترة تم إجلاء هذه القبيلتان من تلك المنطقة حتى هاجروا إلى خارج البلاد .


وسكنت قرية افجوي قبائل أخرى  وأقبلت السنة التي كانت قبيلتا ( بربر وشيري )تحتفل فيها بهذا العيد التاريخي فلم يحتفلوا الأهالي الحاليون والذين احتلوا هذه البلدة في ذلك الحين.
 ولم يعملوا شيئاً في هذه المناسبة فتفشت بينهم الأمراض وخيم على بلادهم الشقاء والبؤس وانقطعت عنهم الأمطار وأجدبت أراضيهم ولم تأت مزارعهم بأي محصول، ولم يدري القوم أسباب لهذه المصائب التي حلت بهم .

 فتشاور سكان هذه القرية فيما بينهم واستعرضوا تاريخ من قبلهم ، ومعتقداتهم التي يعتقدون بها الخير والشر, واستقر أخيراً في أدمغتهم وثبت في مخيلتهم أن السبب في ذلك البلاء الذي ألم ببلادهم هو أنهم لم يضربوا النار التي كانت تضربها قبيلتا (بربر  و شيري  )وأنهم كفروا بمعتقدات هذه القبيلة وهجروا الضرب والاصطدام فأرغمتهم الضرورة ودفعت بهم الأسطورة إلى اعتناق هذه العادات وظنوها في صالحهم.


 وشرعوا من ذلك الحين في الإيمان بهذه الخزعبلات واتخذوها عادة لهم ومن ورائها تأتي الأرزاق وتمطر السماء ويعم الخير، وأصبحت عقيدة متغلغلة في قلوب أهالي افجوي من تاريخ احتلالهم لهذه القرية وبعد الانتهاء من إجلاء قبيلة (بربر وشيري) أي قبل 250 عام .


ولكن هذه  العادات والتقاليد قد انتهت ألان  وأصبحت مجرد رمزاً تاريخيا، وهذا الاختفاء يرجع جهود الحكومة الصومالية  والعلماء من ناحية أخرى في توعية الشعب عن طريق الصحف والإذاعة والمحاضرات والندوات .

























1 التعليقات:

  1. جامعة المدينة العالمية
    المكتبة الرقمية

    تمثل المكتبة الرقمية لجامعة المدينة العالمية من أبرز الصور الداعمة للبحث العلميللدارسين والمتخصصين والباحثين في شتى فروع المعرفة؛ حيث تضم أكثر منخمسين ألف مرجع، تغطي كافة التخصصات الأكاديمية، وتقوم بالتحديث المستمر لهذا المحتوى؛ مما يحقق تراكمًا معرفيًا ضخمًا على المدى البعيد.
    الرؤية:
    إتاحة قاعدة عريضة من المعلومات والبحوث العلمية المسموعة والمقروءة لخدمة الطلاب والباحثين المعتزين بالقيم الإسلامية القادرين على مواجهة التحديات، والمشاركين في نهضة المجتمعات.
    الرسالة:
    تقديمالخدمات المكتبية الرقمية والمصورة والمسموعة المتكاملة.
    الهدف من المكتبة الرقمية:
    1.نشرالرصيدالعلمي في سائرفنون العلم والمعرفةوتعميمها بأسلوب يحقق الفائدةالعلميةالمرجوة.
    2.توظيفالتقنيةالحديثةوالاستفادةالقصوىممّاتُتيحهمنإمكاناتهائلةفيمجالالمكتباتوبالأخصالشبكةالعالميةللمعلومات “الإنترنت”.
    3.خدمةالدارسين والباحثين في شتّىبقاع الأرض بما يُوفِّر عليهما الجهد والوقت في التصفّح والعرْض والبحث بطريقةعرْض تتناسب مع المعاييرالعالميةللمكتبات.
    4.التعاونوالمشاركةوالتسويق المتبادل للموارد المكتبية ومعالجتها المختصة.
    موقع المكتبة الرقمية

    ردحذف